عدد الرسائل : 1266 البلد : ( غريبة جئت ، غريبة عشت ، غريبة أذهب للقبر ) تاريخ التسجيل : 12/10/2008
موضوع: العالم الفرنسي موريس بوكاي يسلم بسبب جثة فرعون الجمعة ديسمبر 12, 2008 11:03 am
في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، طلبت فرنسا من مصر استضافة مومياء الفرعون رمسيس الثاني، لإجراء اختبارات وفحوصات أثرية وترميمات طبية على جثته، فتم نقل جثمانه إلى باريس، وهناك وعند سلم الطائرة، اصطف الرئيس الفرنسي ميتران منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسؤولين الفرنسيين ليستقبلوا هذا الفرعون، وعندما انتهت مراسم الاستقبال الملكي له على أرض فرنسا حُملت مومياء الفرعون رمسيس الثاني بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقله إلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي، ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنسا وأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها، وكان رئيس الجراحين والمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء هو البروفيسور: موريس بوكاي.
لقد كان المعالجون مهتمين بترميم المومياء، بينما كان اهتمام موريس ينصب في محاولة أن يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني؟ فجثة رمسيس الثاني ليست كباقي جثث الفراعين التي تم تحنيطها من قبل، فقد كانت وضعية الموت عنده غريبة، وقد فوجئ المكتشفون عندما قاموا بفك أربطة التحنيط بيده اليسرى تقفز فجأة للأمام! أي أن من قاموا بتحنيطه أجبروا يديه على الانضمام لصدره، كباقي الفراعين الذين ماتوا من قبل! فما السر في ذلك الوضع يا ترى؟. وفي ساعة متأخرة من الليل، ظهرت النتائج النهائية للبروفيسور موريس، لقد كانت بقايا الملح العالق في جسد الفرعون، مع صورة عظامه المكسورة بدون تمزق الجلد التي أظهرتها أشعة إكس دليلاً يهتدي به ذلك العالم الفذ. اذ كان ذلك التشخيص من الدلائل القوية على أن الفرعون مات غريقاً! وأنه قد تكسرت عظامه من دون اللحم بسبب قوة انضغاط الماء! وأن جثته استخرجت من البحر بعد غرقه فورا، ثم أسرع المختصون من حاشيته بتحنيط جثته لينجوا بدنه وتبقى الجثة المحنطة لآلاف السنين دليلاً على النجاة البدنية رغم حالة الغرق!
والغريب أنه استطاع أيضا تفسير الوضعية الغريبة ليده اليسرى الموضوعة على صدره قسراً، وذلك أنه كان يمسك لجام فرسه أو السيف بيده اليمنى، ودرعه باليد اليسرى، وأنه في وقت الغرق، ونتيجة لشدة المفاجأة وبلوغ حالاته العصبية ذروتها ساعة الموت ودفعه الماء بدرعه، تشنجت يده اليسرى وتيبست على هذا الوضع! فاستحالت عودتها بعد ذلك لمكانها مرة أخرى، كما هو معروف طبيا. لكن أمراً غريباً كان ما زال يحير البروفيسور موريس، ألا وهو، كيف بقيت هذه الجثة أكثر سلامة من غيرها رغم أنها استُخرجت من البحر؟
لقد كان موريس بوكاي يعدّ تقريراً نهائياً عما كان يعتقده «اكتشافاً جديداً» في انتشال جثة فرعون من البحر، وكان يحلم بسبق صحافي كبير نتيجة هذا الاكتشاف! حتى همس أحدهم في أذنه قائلاً، لا تتعجل مسيو موريس، فإن المسلمين يعرفون بالفعل غرق هذه المومياء! وقرآنهم يخبرهم بذلك منذ 14 قرنا! فتعجب البروفيسور من هذا الكلام، واستنكر بشدة هذا الخبر واستغربه! فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر أجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة. فازداد البروفيسور ذهولاً وأخذ يتساءل: كيف يستقيم هذا الكلام عقلاً؟ والبشرية جمعاء ـ وليس العرب فقط ـ لم يكونوا يعلمون شيئاً عن قيام قدماء المصريين بتحنيط جثث الفراعنة أصلاً إلا قبل عقود قليلة فقط من الزمان!. بينما كتابهم المقدس يتحدث فقط عن غرق فرعون أثناء مطاردته لموسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه، بل إن أحد اللاهوتيين الغربيين علق على نجاة بدن فرعون في القرآن بسخرية واستهزاء قائلاً: كيف يكون بدن فرعون قد نجا، كما يذكر القرآن في سورة يونس، وهو قد غرق في أعماق البحر وأصبح طعاماً لعجول البحر! أخذ بوكاي يقول في نفسه، هل يُعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون الذي كان يطارد موسى بالفعل؟ وهل يُعقل أن يعرف محمدهم هذه الحقيقة قبل أكثر من ألف عام؟ لم يستطع موريس أن ينام ليلتها، وطلب أن يأتوا له بالتوراة (العهد القديم)، فأخذ يقرأ فيها فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخل «وراءهم في البحر ولم يبق منهم ولا أحد». وبقي موريس بوكاي حائراً.. فحتى الإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة، فلا التوراة ولا الإنجيل ذكر مصير جثة فرعون!
وبعد أن تمت معالجة جثمان فرعون وترميمه أعادت فرنسا لمصر المومياء. ولكن موريس لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال، منذ أن هزه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة، فحزم أمتعته وقرر السفر لبلاد المسلمين لمقابلة عدد من علماء التشريح المسلمين، وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق! فقام أحد المسلمين وفتح له المصحف وقرأ له قوله تعالى {فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية. وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون} (يونس ـ 92). لقد كان وقع الآية القرآنية عليه شديداً، ورجت نفسه رجا، ثم سكنت وأسلمت لبارئها، وجعلته يقف أمام الحضور ويصيح بأعلى صوته: لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن أنه من عند الله!
ثم رجع موريس بوكاي إلى فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به!، وهناك مكث سبع سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية المكتشفة حديثا مع القرآن الكريم، بل لقد اجتهد في البحث عن تناقض علمي واحد فيما يتحدث به القرآن فلم يجد.. فخرج بعدها بنتيجة هي قوله تعالى {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. تنزيل من حكيم حميد}. فكانت ثمرة هذه السنوات التي قضاها، أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هزّ العالم عموماً وأوروبا خصوصاً وكان سبباً في هداية الكثير من الغربيين إلى الإسلام، كان عنوان هذا الكتاب: «القرآن والتوراة والإنجيل والعلم.. دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة» ولقد نفدت جميع نسخ الكتاب منذ أول صدور لها». وما زال الطلب عليه كبيراً في أوروبا وأميركا حتى وقتنا هذا.